كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير (اسم الجزء: 2)

4 - وفي رواية (¬1) في قوله تعالى: {وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ} إِلَى آخِرِ الآيَةِ، قَالَتْ عَائِشَةُ - رضي الله عنها -: هِيَ الْيَتِيمَةُ تَكُونُ فِي حَجْرِ الرَّجُلِ، قَدْ شَرِكَتْهُ فِي مَالِهِ، فَيَرْغَبُ عَنْهَا أَنْ يَتَزَوَّجَهَا، وَيَكْرَهُ أَنْ يُزَوِّجَهَا غَيْرَهُ, فَيَدْخُلَ عَلَيْهِ فِي مَالِهِ، فَيَحْبِسُهَا، فَنَهَاهُمُ الله عَنْ ذَلِكَ. [صحيح]
زاد أبو داود (¬2) - رحمه الله -: وَقَالَ رَبِيعَةُ فِي قَوْلِ الله - عز وجل -: {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى} قَالَ يَقُولُ: اتْرُكُوهُنَّ إِنْ خِفْتُمْ فَقَدْ أَحْلَلْتُ لَكُمْ أَرْبَعًا. [صحيح]
5 - وعنها - رضي الله عنها - في قوله تعالى: {وَمَنْ كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ} أَنَّهَا نَزَلَتْ فِي وَالِي الْيَتِيمِ إِذَا كَانَ فَقِيرًا أَنْ يَأْكُلَ مِنْهُ مَكَانَ قِيَامِهِ عَلَيْهِ بِالْمَعْرُوفِ. أخرجه الشيخان (¬3). [صحيح]
وفي رواية (¬4): أَنَّهُ يُصِيبَ مِنْ مَالِهِ إِذَا كَانَ مُحْتَاجًا بِقَدْرِ مَالِهِ بِالْمَعْرُوفِ. [صحيح]
قوله: "بالمعروف"، المعروف هنا: القسط في الإنفاق، وترك الإسراف، وروي عن ابن عباس (¬5): يأكل بأطراف أصابعه، وعنه (¬6) من طريق عكرمة: يأكل ولا يكتسي، وعن إبراهيم (¬7): يأكل ما يسد الجوعة ويلبس ما وارى العورة.
¬__________
(¬1) أخرجها البخاري في صحيحه رقم (6965).
(¬2) في "السنن" رقم (2068).
(¬3) أخرجه البخاري في صحيحه رقم (2212) ومسلم رقم (10/ 3019).
(¬4) أخرجه البخاري في صحيحه رقم (2765) ومسلم رقم (11/ 3019).
(¬5) أخرجه الطبري في "جامع البيان" (6/ 417) وابن أبي حاتم في تفسيره (3/ 869 رقم 4825).
(¬6) أخرجه الطبري في "جامع البيان" (6/ 418).
(¬7) أخرجه الطبري في "جامع البيان" (6/ 419). وابن أبي حاتم في تفسيره (3/ 870 رقم 8432).

الصفحة 69