كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير (اسم الجزء: 2)

الحلال والتباس القراءة، فإنها لو التبست عليه وهو صاحٍ لكان معذوراً، فقد قال - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه المصلين خلفه: "لبستم عليَّ" (¬1) لما جهروا خلفه، ثم الإبهام في رواية والتعيين في أخرى عن راوٍ واحد في قصة واحدة لا يقتضي على رواية التعيين بالإبطال سيما علي، فالقاعدة أن زيادة العدل مقبولة، فهذه زيادة بينت الإجمال ورفعت الإبهام، ثم قول [281/ ب] السيد محمد: علامة الشيعة (¬2) من باب قول يعقوب - عليه السلام -: {وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ} فإنه تلقين للعذر لإخوة يوسف - عليه السلام - فيما فعلوه كذلك قوله: علامة الشيعة تلقين للقدح في الحاكم ممن ليس له إنصاف [72/ أ] وقد قدح فيه بأنه شيعي، وهو جهل من القادح كما بيناه في "ثمرات الأنظار" (¬3).
ثم قوله: "ينسب هذا السكر ... إلى آخره".
¬__________
(¬1) أخرج أبو داود رقم (827) والنسائي رقم (919) والترمذي رقم (312) عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - انصرف من صلاة جهر فيها بالقراءة فقال: "هل قرأ معي أحدٌ منكم آنفاً؟ " فقال رجل: نعم. يا رسول الله! قال: "فإني أقول: ما لي أنازع القرآن" قال: فانتهى الناس عن القراءة مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيما يجهر فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
(¬2) ورد الذهبي على من وصف الحاكم بالرفض بقوله: ليس رافضياً، بل يتشيع، وقال أيضاً في وصف الحاكم: صنف، وخرج، وجرَّح، وعدَّل، وصحح، وعلَّل، وكان من بحور العلم على تشيع قليل منه.
"سير أعلام النبلاء" (17/ 162 - 163).
وقال السبكي في "طبقات الشافعية" (4/ 167): أوقع الله في نفسي أن الرجل كان عنده ميل إلى علي - رضي الله عنه - يزيد على الميل الذي يطلب شرعاً، ولا أقول أنه ينتهي به إلى أن يضع من أبي بكر وعمر وعثمان - رضي الله عنهم -، ولا أنه يفضل علياً على الشيخين، بل استبعد أن يفضله على عثمان - رضي الله عنه -.
(¬3) "ثمرات النظر في علم الأثر". وهي الرسالة رقم (50) من عون القدير من فتاوى ورسائل ابن الأثير ط ابن كثير - دمشق.

الصفحة 83