كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير (اسم الجزء: 2)

36 - وعند الترمذي (¬1) - رحمه الله - قَالَ: مَرَّ رَجُلٌ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ عَلَى نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - وَمَعَهُ غَنَمٌ لَهُ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ قَالُوا: مَا سَلَّمَ عَلَيْكُمْ إِلاَّ لِيَتَعَوَّذَ مِنْكُمْ فَقَامُوا فَقَتَلُوهُ، وَأَخَذُوا غَنَمَهُ، وأَتَوْا بِهَا رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - فَأَنْزَلَ الله تَعَالَى الآية. [صحيح]
قوله: "على رجل من بني سليم":
قلت: القاتل له أسامة بن زيد، والمقتول مرداس بن نهيك كما في "فتح الباري" (¬2).
37 - وعنه - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ لِلْمِقْدَادِ: "إِذَا كَانَ رَجُل مُؤْمِنٌ يُخْفِى إِيَمانَهُ مَعَ قَوْمٍ كُفَّارٍ، فَأَظْهَرَ إِيمَانَهُ، فَقَتَلْتَهُ فَكَذَلِكَ كُنْتَ أَنْتَ تُخْفِى إِيمَانَكَ بِمَكَّةَ مِنْ قَبْلُ" أخرجه البخاري (¬3).
38 - وعنه - رضي الله عنه - أيضاً قَالَ: (لاَ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ عَنْ بَدْرٍ وَالْخَارِجُونَ إِلَيهَا). أخرجه البخاري (¬4)، وهذا لفظه، والترمذي (¬5).
وزَادَ: لَمَّا نَزَلَتْ غَزْوَةُ بدر. قال عبد الله بن جَحْش وابنُ مَكْتوم: إنَّا أعْمَيان يا رسولُ الله، يَا رَسُولَ الله! فَهَلْ لَنَا رُخْصَةٌ فَنَزَلَتْ: {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَ (وَفَضَّلَ اللهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً) فَهَؤُلاَءِ الْقَاعِدُونَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ
¬__________
(¬1) أخرجه البخاري رقم (4591) ومسلم رقم (3025) والترمذي رقم (3030) وأبو داود رقم (3974).
(¬2) (8/ 258).
(¬3) في "صحيحه" رقم (6866).
وقال الحافظ في "الفتح" (12/ 168): وهذا التعليق وصله البزار والدارقطني في "الأفراد" والطبراني في "الكبير" من رواية أي بكر بن علي بن عطاء بن مقدم والد محمد بن أبي بكر المقدمي عن حبيب ..
(¬4) في "صحيحه" رقم (3954).
(¬5) في السنن رقم (3032).

الصفحة 90