كتاب التدريب في الفقه الشافعي (اسم الجزء: 2)

وعنْ جابرٍ -رضي اللَّه عنه-: عن النبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "مَنْ أَحْيَا أرضًا مَيِّتةً فَهِي لَهُ". رواه الترمذيُّ. وقال: حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ، والنسائيُّ (¬1).
وفِي البابِ أحاديثُ غَيرُ هذِه عَن جَماعةٍ مِنَ الصحابةِ رضي اللَّه تعالى عنهم.
وفِي رواية لِجابرٍ: "مَنْ أحْيَا أرضًا ميتةً فلَه بِهَا أجْرٌ" (¬2). رواهُ أحمدُ وهو
¬__________
= قال ابن عبد البر في "التمهيد" (22/ 283): "هذا الاختلاف على عروة يدل على أن الصحيح في إسناد هذا الحديث عنه الإرسال".
وقال الدارقطني في "كتاب العلل" (4/ 414 - 415): والمرسل عن عروة أصحُّ.
وذكره أيضًا في "العلل" (5/ 25/ ب) وقال: "يرويه الزهري، وابن أبي مليكة، وهشام ابن عروة، واختُلف عنهم، فأما الزهري: فروى حديثه زمعة بن صالح، عنه، عن عروة، عن عائشة، وغيرُه يرويه عن الزهري مرسلًا، وأما ابن أبي مليكة. . . "، وذكر الاختلاف فيه، ثم قال: "والصحيحُ عن هشام، عن أبيه مرسلًا".
(¬1) حديث صحيح: رواه الترمذي (1379) في باب ما ذكر في إحياء أرض الموات: من طريق هشام بن عُروة، عن وهب بن كيسان، عن جابر بن عبد اللَّه، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "من أحيا أرضًا ميتة فهي لهُ" وقال: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
ورواه النسائي في "الكبرى" (5725، 5726) وأحمد (23/ 7) وأبو يعلى (2195) وابن حبان (5205) والطبراني في "الأوسط" (4779) والبيهقي (6/ 244) وغيرهم.
ورواه هشام بن عروة مرة أخرى عن عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن رافع بن خديج عن جابر بن عبد اللَّه مرفوعًا. .
قال ابن حبان: وقد سمع هشامُ بنُ عُروة هذا الخبر من وهب بن كيسان، وعبد اللَّه بن عبد الرحمن بن رافع بن خديجٍ عن جابر بن عبد اللَّه، وهُما طريقان محفُوظان.
(¬2) حديثٌ صحيحٌ: أخرجه أحمد في "مسنده" (3/ 313، 326، 381) والنسائي في "الكبرى" (5724)، وابن حبان (5203) من طريق هشام بن عروة، حدثني عبد اللَّه بن =

الصفحة 247