كتاب تاريخ الجزائر في القديم والحديث (اسم الجزء: 2)

تلمسان بلغت على عهد ابي تاشفين ستة عشر الف منزل. وذكر غيره ان وهران كان بها اوائل القرن العاشر خمسمائة والف حانوت وعشرة آلاف دار.
واتساع ثروة الامة يفيد الحكومة. فقد كان آل زيان على ما منوا به من الحروب جادين في انشاء القصور الضخمة والمدارس الفخمة واقامة المصانع والمنتزهات وادرار الرزق على رجال السيف والقلم. وقد عرف ليون الافريقي الحكومة ايام ضعفها. فذكر ان عطاء ادنى جندي ثلاثمائة دينار شهريا. وحكي أن أحد متاخري بني زيان أهدى لملك اسبانيا فرديناند دجاجة وستة وثلاثين نقفا كلها من الابريز الخالص.
قال عبد الرحمن بن خلدون: " وكانت قصور الملك بتلمسان لا يعبر عن حسنها. اختطها ابو حمو الاول وابنه ابو تاشفين.
واستدعيا الصناع والفعلة من الاندلس. فبعث اليهما ابو الوليد بن الاحمر بمهرة البنائين استجادوا لهم القصور والمنازل والبساتين بما أعيا عن الناس بعدهم أن يأتوا بمثله ".
" وكان أبو حمو الثاني قد خرب قصر ملك مرين بتازا وقصر مرادة لونزهار بن عريف. فلما دخل احمد المريني تلمسان سنة 786 أغراه ونزمار بتخريب قصور الملك" اهـ.
وكان مقر الحكومة يدعى المشوار. وجددت قصوره من بعد.
وادار عليه أحمد العاقل سورا سنة 850 وهي اليوم مقر السلطة العسكرية الفرنسية.
وكان ابو تاشفين الاول بصيرا بالتشكيل والاختراع. وله آلاف من أسرى الاروبيين. فيهم النجارون والزلاجون والزواقون وغيرهم. فاستظهر بهم على تحضير الدولة. وابتنى قصورا منهما

الصفحة 485