كتاب تاريخ الجزائر في القديم والحديث (اسم الجزء: 2)

وآخر الليلة يؤتى بموائد كالهالات من خرس شهي وانواع من المطاعم تعقبها الفواكه والحلواء. فيطعم الناس بين يدي الخليفة، ويصلي معهم الصبح، وهكذا كانت تمر المواليد مدته، واقتفى أثره خلفه، وزاد ابنه ابو تاشفين احياء ليلة السابع على هذا الوصف.
واول ما حدث الاحتفال بالمولد اواخر القرن السادس او اوائل السابع احدثه بالمشرق مظفر الدين ابو سعيد كوكبوربي التركماني الذي كان واليا باربل بين سنتي 586 - 630 واحدثه بالمغرب، أبو العباس احمد العزفي من بيت علم ورئاسة بسبتة، ولد سنة 557 وتوفي سنة 633، وأمر السلطان يوسف المريني باقامة هذا الموسم في جميع ممالكه سنة 671.

10 - سقوط الدولة الزيانية
في أواخر القرن التاسع اشتد الضعف بالحكومات الزيانية والمرينية والحفصية وعظم النزاع بين ملوك غرناطة، فاعان الاسبان محمد بن ابي الحسن بن سعد على خلع عمه محمد بن سعد، فارتحل هذا المخلوع سنة 895 الى وهران. واستقر بتلمسان. قال في نفح الطيب: " ونسله بها الى الآن يعرفون ببني سلطان الاندلس " اهـ، ثم ملك الاسبان غرناطة في ربيع الاول سنة 897 فاصبحت منهم العدوة الافريقية على طرف الثمام.
وفي سنة 911 ملك الاسبان المرسى الكبير بعد حصار خمسين يوما، وعاثوا فيما حولهم سلبا ونهبا، وتكررت المعارك بينهم وبين المسلمين حتى انحصروا داخل أسوار المرسى سنة 913 وحاولوا فتح وهران، فامتنعت عليهم لحصانتها حتى داخلوا ستورا اليهودي ورجلين من المسلمين، فادخلوا بعض الاسبان المدينة. وفتحوها لاخوانهم،

الصفحة 488