كتاب تاريخ الجزائر في القديم والحديث (اسم الجزء: 2)

فذبحوا اربعة آلاف مسلم، وأسروا ثمانية آلاف، وانقذوا ثلاثمائة أسير مسيحي، وغدا جاءت الجموع الاسلامية لاغاثة المدينة، فوجدوا يد الخيانة قد فنحتها!.
وأخذت اسبانيا المتسلحة بالنفاقين المسيحي والسياسي تستولي على السواحل لضعف الحكومات عن حمايتها، واضطر ابو حمو الثالث سنة 918 الى الاحتماء بها فأبت الامة هذه الاهانة، وكان بربروس قد ملك الجزائر، فاستنجدته، وأصبح آل زيان بين الاتراك والاسبان.
ونفر التلمسانيون من فساوة الاتراك، فاداروا وجوههم شطر فاس. واستنجدوا محمد الشيخ السعدي، فاحتل تلمسان، واخرج ابا زيان احمد، وكانت اضطرابات حاول أثناءها أخوه مولاي الحسن استرجاع ملك سلفه، فلم يحسن السيرة، وخلعه العلماء، فلحق بوهران حوالي سنة 961 ثم مات بالطاعون سنة 964 وثبتت قدم الاتراك بتلمسان بعدما احتلوها سنة 957 وقال ابو راس: سنة 956 وهكذا انتهت دولة آل زيان بعدما عاشت ما بين سنتي 633 - 957 اربعا وعشرين وثلاثمائة سنة، ويقول ابو راس: أن أمدها: 291 وقيل 295 وليس بشيء.
وقد افترق بنو عبد الواد بعد ذهاب ملكهم في الاوطان، قال أبو راس: " ويقال ان منهم بني شعيب وشوشاوة واولاد موسى في العطاف وفرقة بجبل اوراس" اهـ.
والمطلع على فصول هذا الباب وما قبله لا يحوجنا الى بسط اسباب سقوط هذه الدولة العامة وعللها الخاصة، فانها لم تزل منذ نشأتها تصطلي بنار الحروب الداخلية والخارجية، فمن غارة مرينية الى حرب حفصية ومن مناهضة مغراوية أو توجينية الى منافسة زيانية ومن

الصفحة 489