كتاب تاريخ الجزائر في القديم والحديث (اسم الجزء: 2)

ولم تزل بقية في القرن السابع لا تهتدي بغير الكتاب والسنة مباشرة. منهم في الفروع ابو زكريا يحي بن علي بن سلطان اليفرني تلميذ ابن عصفور واحد شيوخ ابني الامام. ذكر له المقري في نفح الطيب مسائل خالف في بعضها مالكا وفي بعضها الاجماع. ووفاته بتونس سنة 700 ومنهم في التصوف عبيد الله بن احمد الازدي الرندي نزيل بجاية المتوفي بها سنة 691.
قال الغبريني: " وكان عبيد الله متنزها عن مقالة المتلبسين وشعوذة المشعوذين غير مسامح في شيء مما يخالف ظاهر الشريعة ولا عامل على شطحات المتصوفة. ولقد مضى بمسجده ابو الحسن الفقير المعروف بالطيار مع صحب له من الفقراء. ودخلوا عليه في وقت يحيا فيه المسجد. فجلسوا من غير تحية، فأمرهم بالتحية، فقال له الطيار ولذكر الله أكبر، وامتنع من الركوع، ووقع بينه وبينهم في هذا كلام، فأصروا على مقالهم وحالهم، فنفوا الى المغرب، والنفي في أمثال هؤلاء قليل، وانما الواجب أن يعاملوا باسوا التمثيل، وهؤلاء جملة أغبياء لا علم ولا عمل ولا تصوف ولا فهم.
وهم مع ذلك يجهلون الناس ويعتقدون ان مبناهم على اساس " اهـ.
ونقل صاحب نفح الطيب عن القاضي أبي عبد الله المقري ان العلماء كلما ابتعدوا عن عصر السلف اقتربوا من الامراء حتى صار جمهورهم يتطارحون عليهم. وهم يبتذلونهم في خدمة أغراضهم.
ثم قال يصف الحياة الدينية: " وقد قص علينا القرآن والاخبار من أمر اليهود والنصارى ما شاهدنا أكثره أو أكثر منه فينا. سمعت العلامة الابلي يقول لولا انقطاع الوحي لنزل فينا أكثر مما نزل فيهم لانا أتينا أكثر مما أتوا. يشير الى افتراق هذه الامة على أكثر مما افترقت عليه بنو اسرائيل. واشتهار بأسهم بينهم الى يوم القيامة حتى

الصفحة 495