كتاب تاريخ الجزائر في القديم والحديث (اسم الجزء: 2)

سلاطين المشرق فلم ينجدوه. فاتخذ الدين آلة وأثار الحمية المسيحية على الاسلام.
وهنالك قام بابا رومة ورؤساء الكنائس بخطب اجادوا فيها وضع الروايات عن اضطهاد المسلمين للمسيحيين بالمشرق، وحثوا أممهم على امتلاك بيت المقدس. فتجندوا. وشعارهم صليب أحمر في صدورهم وعلى أسلحتهم وأمتعتهم وراياتهم، وتواعدوا في ربيع الاول سنة 489 اللقاء بالقسطنطينية، ومنها ركبوا الى آسيا واشتبكوا مع المسلمين بحروب عرفت بالحروب الصليبية. ثم ظهر التتر، فاتحدوا مع الصليبيين على الاسلام، وانتهت هذه الحروب بخروج الصليبيين من سواحل الشام سنة 690 ملكوا بيت المقدس فيما بين سنتي 492 - 583.
واحتفط البربر بسلطانهم على ناحية البحر الغربية حتى تضاءل نفوذهم بالاندلس منتصف القرن الثامن، فأخذت كفة أروبا البحرية في الرجحان، واقتسم الاسبان والبرتغال سواحل المغرب أوائل القرن العاشر، فكان للاسبان سواحل الجزائر وما يليها شرقا، فتغلبوا عليها حتى أخرجهم الاتراك، وسنفرد بابا لسلطة الاسبان بالسواحل الجزائرية في الكتاب الرابع ان شاء الله.
قال ابن خلدون آخر حديثه عن الاساطيل في الفصل الثالث من الكتاب الاول: " بطلت وظيفة قيادة الاساطيل من المشرق، وبقيت مختصة بالمغرب. فكان الجانب الغربي من هذا البحر موفور الاساطيل لم يتحيفه عدو، وبلغت الاساطيل ايام لمتونة الى الماية، وقيادتها لبني ميمون، ومنهم أخذها عبد المؤمن بتسليمهم، واقام هذه الخطة على اتم ما عرف واعظم ما عهد، وكانت قيادتها ايام ابنه يوسف لاحمد الصقلي، واصله من سدويكش المستوطنين جربة، فجلى في جهاد

الصفحة 500