كتاب تاريخ الجزائر في القديم والحديث (اسم الجزء: 2)

كان زعيم البلد متقدما على أهل الشطارة والرجولية من رجل البلد ورماتهم. واسند اليه السلطان وزارة ابنه محمد لما وليه ببجاية.
فاحسن القيام بها حتى مات الامير محمد وخلفه ابنه احمد. فكفله القائد مستبدا عليه. ومات هذا القائد ابن أبي مهدي سنة 805 فخلفه ابن اخته القلسطوني بامر السلطان عزوز. وهذا آخر اخبار كتاب الفارسية.
وكان لدولتي الموحدين المؤمنية والحفصية علاقات تجارية مع اروبا الجنوبية. ولما ملك الامير أحمد بجاية سنة 767 هنأه حاكم ولايات ايطاليا المتحدة وطلب منه تجديد المعاهدة التجارية مع دولته.
فاسعفه بها. وفي سنة 844 كان لجمهورية البندقية خط مواصلة مع المغرب. صنعت له مراكب خاصة سميت " مراكب بلاد البربر " تخرج منتصف يولية كل سنة. فتقيم ثمانية ايام بطرابلس ومثلها بجربة ونصف شهر بتونس. واربعة ايام ببجاية ومثلها بالجزائر وعشرة ايام بوهران واياما بهنين.
وكان التجار الاروبيون علة الاضرار بالسواحل المغريية. ففي سنة 668 نزل لويس التاسع ملك فرنسا على تونس مدعيا ان لتجار مملكته قبل عامل المهدية ثلاثمائة الف دينار من غير مستند شرعي.
وفي بعض نسخ ابن خلدون ثلاثمائة دينار وكانت لذلك أهوال مشروحة في غير ما كتاب.
وفي سنة 679 ثار بقسطينة عاملها ابن الوزير. وكاتب ملك ارغون يستمده ويعده القيام بدعوته. فانتهز الملك الفرصة. ونزل اسطوله مرسى القل بعد قتل ابن الوزير فارتد على عقبه.
وفي سنة 686 غدر النصارى بالقالة. فثلموا اسوارها. ونهبوا أموالها واسروا أهلها. واحرقوا بيوتها. وفي سنة 689 حصروا بونة.

الصفحة 503