كتاب تعليق الفرائد على تسهيل الفوائد (اسم الجزء: 2)

قلت: فيه نظر؛ لأن [أل] الحرفية معرفة لما دخلت عليها من الاسم, و (أل) الاسمية موصولة معرفة بصلتها الداخلة هي عليها باعتبار ما فيها من العهد كما هو الصحيح في تعريف الموصول على ما مر, فأين إحداهما من الأخرى بحسب المعنى! !

ثم قال: فلما وافقتها قصدوا أن لا تدخل إلا على المفرد [كما لا تدخل تلك إلا على المفرد] للمشابهة المذكورة, وخصوصًا بالجملة الفعلية ليسبكوا من الفعل اسم فاعل أو مفعول بحسب ما يقتضيه معنى الفعل, فإن كان الفعل مبنيًا للفاعل نحو: الذي ضرب أو يضرب - بصيغة المبني للفاعل - قلت: الضارب؛ لأن معنى المبني للفاعل يقتضي اسم الفاعل, وإن كان الفعل مبنيًا للمفعول نحو: الذي ضرب أو يضرب -[بصيغة المبني للمفعول]- قلت: المضروب؛ لأن معنى الفعل المبني للمفعول يقتضي اسم المفعول, ولم يدخلوها على الجملة الاسمية؛ لتعذر أن يسبك منها مفرد يصح دخول الألف واللام عليه. ويمكن أن يرد هذا بطريق السؤال والجواب كما وقع [له] في شرح المفصل. فيقال: قولهم صلة الموصول يجب أن تكون جملة, منقوض باسم الفاعل والمفعول في مثل: الضارب والمضروب, فإنه صلة وليس بجملة. ويجاب بأن اسم الفاعل والمفعول في ما ذكر في معنى الجملة, وإنما وقع مفردًا لإرادة المشاكلة بين (أل) الموصولة و (أل) المعرفة [في مثل الرجل] فسبكوا من الجملة اسم فاعل أو مفعول ليوفروا على الألف واللام ما يقتضيه من المفرد والمعنى على ما كان عليه, فكان فيه وفاء بالغرضين.

واحترز المصنف بقوله: «محضة» عما يوصف به وليس بمشتق كأسد,

الصفحة 216