كتاب تعليق الفرائد على تسهيل الفوائد (اسم الجزء: 2)

قال المصنف في الشرح: وعندي أن هذا غير مخصوص بالشعر؛ لتمكن قائل الأول من أن يقول: ما أنت بالحكم المرضي حكومته. ولتمكن قائل الثاني من أن يقول:
إلى ربنا صوت الحمار يجدع.
وأنشد أبياتًا أخر, ادعى فيها كلها عدم الاضطرار بهذه الطريقة.
وحاصلها أن الضرورة [عنده] عبارة عما ليس للشاعر عنه مندوحة, وهذا ليس بمرضي؛ لأن الشاعر لا يلزمه تخيل جميع العبارات التي يمكن أداء المقصود بها, فقد لا يحضره في وقت النظم إلا عبارة واحدة تحصل غرضه فيكتفي بها, ولو فتح هذا الباب لاتسع الخرق وأمكننا في كل ما يدعى أنه ضرورة أن يدعى أنه أمر اختياري, لتمكن الشاعر من أن يقول غير تلك العبارة, ويعين تركيبًا آخر يتم الوزن به, وهذا سهل على من له محاولة لنظم / الشعر ولا يكاد يعوزه ذلك في جميع الأشعار أو غالبها, لإهذه طريقة كما تراها, والمعول عليه عندهم في تفسير الضرورة, أنه ما لا يوجد إلا في الشعر, كان للشاعر عنه مندوحة أو لم تكن.

الصفحة 218