كتاب تعليق الفرائد على تسهيل الفوائد (اسم الجزء: 2)

الضمير بالحذف, ورب شيء يجوز تبعًا لغيره ولا يجوز مستقلًا, مثاله: حذف الفاعل في نحو: زيدًا ضربته, تبعًا للفعل, وحذف الفاء في نحو: {فأما الذين استودت وجوههم أكفرتم}. وزاد بعضهم لجواز حذف العائد المنصوب شروطًا أخر:
أحدها: أن يكون غير متبع, فنحو: جاء الذي ضربته نفسه أو وزيدًا لا يجوز فيه الحذف, هذا قول أبي بكر [بن السراج] وأكثر أصحابه, وأجازهما على الحذف الأخفش والكسائي, [واتفقوا على جواز الحال من المحذوف نحو: جاء الذي ضربت مكتوفًا.
الثاني: أن يكون متعينًا] للربط, وإلا لم يجز الحذف نحو: جاء الذي ضربته في داره, ذكره ابن عصفور وغيره.
الثالث: أن يكون الفعل الناصب تامًا لا ناقصًا نحو: جاء الذي كنته.
«أو» كان. «مجرورًا بإضافة صفة ناصبة له تقديرًا» نحو: جاء الذي أنا مكرمه الآن أو غدًا, ومنه قوله تعالى: {فاقض ما أنت قاضٍ} وقال طرفة بن العبد:
ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا ... ويأتيك بالأخبار من لم تزود

الصفحة 222