كتاب تعليق الفرائد على تسهيل الفوائد (اسم الجزء: 2)

قال: الثاني: أن لا يكون ثم ضمير آخر يصلح للعود نحو: مررت بالذي مررت به في داره.
قلت: وهذا أيضًا مستغنى عنه, ضرورة أنه قد علم أنه لابد للمحذوف من قرينة تدل عليه, وفي هذه الصورة لا يقوم على المحذوف قرينة, فلا يجوز حذفه, عملًا بهذه القاعدة [العامة] المعلومة.

قال: الثالث: أن لا يكون محصورًا نحو: مررت بالذي ما مررت إلا به, أو إنما مررت به.

قلت: وهذا أيضًا من الطراز الأول, فقد صرح المصنف في باب تعدي الفعل ولزومه أن المفعول المحصور لا يجوز حذفه, فإذن هذه كلها أمور قد علمت في أبوابها, فلا حاجة إلى التنبيه عليها, ولا يكون تركه إعراضًا. «وقد يحذف منصوب صلة الألف واللام» كقوله:

ما المستفز الهوى محمود عاقبة ... وإن أتيح له صفو بلا كدر
أي ما الذي يستفزه الهوى, والجمهور على منع الحذف في مثل ذلك.

الصفحة 227