كتاب تعليق الفرائد على تسهيل الفوائد (اسم الجزء: 2)

وقال يونس: الجملة, وعلق (ننزع) عن العمل لأجل الاستفهام. ويرده أن التعليق مختص بأفعال القلوب, و (ننزع) ليس منها, ويبطل مذهبهما جميعًا قوله:
........ فسلم على أيهم أفضل
على رواية من رواه بضم (أي) , لأن حرف الجر لا يعلق, ولا يجوز حذف المجرور ودخول الجار على معمول صلته. «وإن حذف ما تضاف إليه أعربت مطلقًا» سواء حذف صدر صلتها, أو لم يحذف, نحو: اضرب أيًا هو قائم, واضرب أيًا قائم.
قال الزجاج: ما تبين لي أن سيبويه غلط إلا في موضعين هذا أحدهما, فإنه يسلم أنها تعرب إذا أفردت, فكيف يقول ببنائها إذا أضيفت! ! وقد حكي أن سيبويه قال معتذرًا عن ذلك: لما بعدت / عن حال أخواتها بحذف أحد جزءي الابتداء, كان ذلك مخالفًا لأخواتها, فغيروها تغييرًا ثانيًا؛ لأن التغيير يأنس بالتغيير.

وقال الرضي: إذا حذف صدر صلتها بنيت كأخواتها الموصولة, وذلك أن شيئًا إذا فارق أخواته لعارض فهو شديد النزوع إليها, فبأدنى سبب يرجع إليها. ولا يخفاك ضعف هذين الاعتذارين. «وإن أنثت» أي الموصولة.

الصفحة 231