كتاب تعليق الفرائد على تسهيل الفوائد (اسم الجزء: 2)

[ها] أنت ذا غير مقدمة, ولكنها بمنزلتها في (هذا) , يدلك على ذلك قوله تعالى: {ها أنتم هؤلاء} , فلو كانت المقدمة مصاحبة (أولاء) لم تعد مع (أولاء) , وكلام المصنف يدل على أنها قدمت ثم أعيدت توكيدًا.
«والكاف» المصاحبة لأسماء الإشارة «حرف خطاب» بلا خلاف بين النحاة. «يبين أحوال المخاطب كما يبينها إذا كان اسمًا» من إفراد وتثنية وجمع, وتذكير وتأنيث, فتقول: ذاك وذاك وذاكما وذاكم وذاكن, كما تقول: أكرمك وأكرمك وأكرمكما وأكرمكم وأكرمكن.
والحامل للجماعة على ادعاء الحرفية فيها أنها تجردت عن معنى الاسمية, ودخلها معنى الحرفية أي إفادتها [معنى] في غيرها, وتلك الفائدة هي كون اسم الإشارة الذي قبله مخاطبًا به واحد أو مثنى أو مجموع, مذكرًا أو مؤنثًا, فصار حرفًا وإن بقي فيه التصرف الذي كان له في حالة الاسمية, من كونه مفردًا أو مثنى أو مجموعًا, ومذكرًا أو مؤنثًا.
وأورد الرضي عليه أن لنا أسماء كثيرة مفيدة للمعنى في غيرها, كأسماء الاستفهام والشرط, مع بقائها على الاسمية, فهلا كان كاف الخطاب كذلك! ! .
وأجاب: بأن بينهما فرقًا, وذلك أن أسماء الاستفهام والشرط دالة على

الصفحة 332