كتاب تعليق الفرائد على تسهيل الفوائد (اسم الجزء: 2)

ويقال: - في جوابهن - (نعم) أو (لا) , فإن كانت بمعنى أخبرني, فإنها تتصل بها «هذه الكاف مغنيًا لحاق علامات الفروع بها» أي بالكاف, نحو: أرأيتك زيدًا ما صنع, وأريتكما بكرًا ما فعل؟ , وأريتكم خالدًا ما ارتكب؟ , وأريتكن هندًا ما عملت؟ . «عن لحاقها بالتاء» فإنها تكون – حينئذ - اسمًا مجردًا عن الخطاب, ملتزمًا فيها لفظ الإفراد والتذكير.
ويستفاد - من قول المصنف: (ويتصل بأرأيت) أنه لا يلزم - في أرأيت [التي] , بمعنى أخبرني - أن تتصل بها الكاف, لأنه أثبت لها هذا المعنى قبل أن تلحقها الكاف, فدل على أن إفادتها ذلك المعنى سابق على وجود الكاف, لا موقوف عليه, وهو في التنزيل [نحو]: {قل أفرأيتم ما تدعون من دون الله إن أرادني الله بضر هل هن كاشفات ضره} الآية.
قال ابن هشام: و (أرأيت) هذه منقولة من (أرأيت؟ ) بمعنى (أعلمت؟ ) , لا التي بمعنى أبصرت, ألا ترى أنها تتعدى إلى مفعولين؟ وهذا من الإنشاء المنقول إلى إنشاء آخر. يعني أن هذا الكلام كان أولًا لإنشاء هو الاستفهام, ثم صار لإنشاء هو الأمر, إذ هو بمعنى أخبر.
وفي شرح الكافية للرضي الإستراباذي ما نصه: و (أرأيت) بمعنى

الصفحة 336