كتاب مقارنة المرويات (اسم الجزء: 2)
والباحث إذا لم يتمعن في كلام الناقد، وسياقه، وما يحتف به، ربما فهمه على غير مراد الناقد، بل ربما اعترض عليه، وقد يشدد في العبارة، وهو إنما أتي من قبل فهمه للنص.
وسأذكر الآن بعض الأمثلة على ذلك من صنيع الباحثين وغيرهم.
فمن ذلك حديث سلمان بن عامر الماضي في المبحث الأول من الفصل الثالث من هذا الباب، فقد سأل ابن أبي حاتم أباه عما رواه حماد بن سلمة، عن عاصم الأحول، عن حفصة بنت سيرين، عن الرباب بنت صليع، بقصة سلمان بن عامر مرسلا، ورواه هشام بن حسان، عن حفصة، عن الرباب، عن سلمان بن عامر موصولا، فقال أبو حاتم: «جميعا صحيحان، قصر به حماد، وقد روي عن عاصم أيضا نحوه» (¬١).
قال ابن كثير، وابن حجر، عن هذا الحديث: «وصححه أبو حاتم الرازي» (¬٢)، وقال ابن الملقن: «قال ابن أبي حاتم في «علله»: سألت أبي عنه، فقال: صحيح من طريقيه» (¬٣).
وليس في كلام أبي حاتم تصحيح الحديث، ومراده بالتصحيح أي عن حفصة بنت سيرين، فهو يقارن بين روايتين عنها.
---------------
(¬١) «علل ابن أبي حاتم» ١: ٢٣٧.
(¬٢) «إرشاد الفقيه» ١: ٢٨٩، و «التلخيص الحبير» ٢: ٢١١.
(¬٣) «البدر المنير» ٥: ٦٩٧.
الصفحة 517
576