كتاب مقارنة المرويات (اسم الجزء: 2)

وروى عبدالسلام بن حرب، وزائدة بن قدامة -فيما رواه عنه معاوية بن عمرو- عن ليث، عن مجاهد، عن ابن عمر، قال: «إذا كان الماء قدر قلتين لم ينجسه شيء» (¬١).
ورواه عبدالله بن الحسين بن جابر، عن محمد بن كثير المصيصي، عن زائدة به مرفوعا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - (¬٢).
قال الدارقطني عن الرواية المرفوعة: «رفعه هذا الشيخ عن محمد بن كثير، عن زائدة، ورواه معاوية بن عمرو، عن زائدة موقوفا، وهو الصواب» (¬٣).
ونقله عنه البيهقي، وأقره (¬٤).
ولما تحدث ابن القيم عن أصل حديث ابن عمر في القلتين، ذكر حجج المضعفين له، ومنها أنه معلول، وله ثلاث علل، وقال في أولها: «وقف مجاهد له عن ابن عمر، واختلف فيه عليه ... ، ورجح البيهقي في «سننه» وقفه من طريق مجاهد، وجعله هو الصواب»، إلى أن قال: «ويدل على وقفه أيضا: أن مجاهدا
-وهو العلم المشهور الثبت- إنما رواه عنه موقوفا» (¬٥).
وكلام ابن القيم هذا مسلم به لو صح الحديث الموقوف على ابن عمر، من
---------------
(¬١) «الأوسط» لابن المنذر ١: ٢٦١، و «سنن الدارقطني» ١: ٢٣، و «سنن البيهقي» ١: ٢٦٢.
(¬٢) «سنن الدارقطني» ١: ٢٣، و «سنن البيهقي» ١: ٢٦٢.
(¬٣) «سنن الدارقطني» ١: ٢٣، وقال في «العلل» ١٢: ٣٧٢: «والموقوف أصح».
(¬٤) «سنن البيهقي» ١: ٢٦٢.
(¬٥) «تهذيب السنن» ١: ٦٢.

الصفحة 518