كتاب المفاتيح في شرح المصابيح (اسم الجزء: 2)
الفَجْرَ فأسْفَرَ بها، ثمَّ قال: "أينَ السَّائلُ عَنْ وَقْتِ الصَّلاةِ؟ "، فقالَ الرَّجُلُ: ها أنا، يا رسولَ الله، قال: "وَقْتُ صَلاتِكُمْ بينَ ما رأيْتُمْ".
قوله: "فأقام الظهر"؛ أي: أقام للظهر، والمراد بـ (أقام) ها هنا وفيما بعده: التلفظ بكلمات الإقامة.
قوله: "والشمس مرتفعة"؛ أي: في أول وقت العصر، "بيضاء"؛ أي: لم يختلط بالشمس صفرةٌ؛ أي: قبل أن تصفر الشمس، "نقية": أي: ظاهرة صافية من الاصفرار.
"الشفق" عند الشافعي: الحمرة التي تبقى في المغرب بعد غروب الشمس، فإذا غربت تلك الحمرة دخل وقت العشاء.
وعند أبي حنيفة: (الشفق): البياض الذي يكون بعد غروب الحمرة، فإذا غرب ذلك البياض يكون وقت العشاء.
قوله: "فلما أن كان اليوم الثاني"، (كان) ها هنا تامةٌ لا تحتاج إلى الخبر؛ أي: فلما دخل اليوم الثاني، أو حصل اليوم الثاني، وما أشبه ذلك.
قوله: "فأبرد بالظهر" في بعض النسخ: "أبرد الظهر" بغير الباء الجارة، وفي بعضها: "أبرد بالظهر" بالباء، وبالباء أصح؛ لأن أكثر الروايات مذكور بالباء، وفي اللغة يعدَّى الإبراد بالباء.
يقال: أبرد فلان بالمشي؛ أي: مشى في وقتٍ باردٍ لا حرَّ فيه.
والمراد بالإبراد في الحديث: أن النبي - عليه السلام - أخر الظهر حتى انكسر حرُّ النهار، ومضى بعد زوال الشمس زمانٌ كثير.
"فأَنْعَم": أي: فزاد على الإبراد؛ أي: بالغ في الإبراد حتى تم انكسار الحر، وهذا مثل قول الرجل: أَحْسِنْ إلى فلان وأَنْعِم؛ أي: بالِغْ في الإحسان.
قوله: "أخَّرها فوق الذي كان"؛ أي: فوق الذي كان أخَّرها بالأمس.
الصفحة 15
568