كتاب شرح المصابيح لابن الملك (اسم الجزء: 2)

وقال أبو حنيفة والشافعي ومالك: قبل غروب الشمس من الليلة التي يريد أنَّ يعتكفَ في يومها.
* * *

1506 - وعن عائشة رضي الله عنها قالتْ: كانَ رسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يعُودُ المَرِيضَ وهو مُعْتَكِفٌ، فيَمُرُّ كما هُو ولا يُعَرِّجُ يَسْألُ عَنْهُ.
"وعن عائشة أنها قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعود المريضَ وهو مُعتكِف، فيمرُّ كما هو": الكاف صفة مصدر محذوف، و (ما): موصولة، ولفظ (هو): مبتدأ، والخبر محذوف، والجملة صلة؛ أي: فيمرُّ مرورًا مثلَ الهيئة التي هو عليها.
"فلا يُعرِّج"؛ أي: فلا يميل عن الطريق إلى جانبٍ ولا يقف؛ يعني: كأنه إذا خرج لقضاء حاجته ورأى مريضًا في طريقه "يسأل عنه" ولا ينحرف عن الطريق إليه لعيادته.
* * *

1508 - وقالت عائشةُ رضي الله عنها: السُّنَّةُ عَلَى المُعْتكِفِ أنْ لا يَعُودَ مَرِيضًا، ولا يَشْهَدَ جنازَةً، ولا يَمَسَّ المَرْأَةَ، ولا يُبَاشِرَها، ولا يَخْرُجَ لَحاجَةٍ إلَّا لِمَا لا بُدَّ منه، ولا اعْتِكافَ إلَّا بصَوْمٍ، ولا اعْتِكافَ إلَّا في مَسْجدٍ جامِعٍ.
"وقالت عائشة: السُّنَّة على المُعتكِف أذ لا يعودَ مريضًا"؛ أي: لا يخرج من مُعتكَفِه قاصدًا عيادتَه.
"ولا يَشهَدَ"؛ أي: لا يَحضُر.
"جنازةً، ولا يمسَّ المرأةَ ولا يُباشِرَها"؛ أي: لا يُجامِعَها.
"ولا يخرجَ لحاجةٍ إلا لِمَا لابدَّ منه"؛ يعني: الدِّينُ والشَّرعُ اجتنابُ

الصفحة 565