كتاب تحفة الأبرار شرح مصابيح السنة (اسم الجزء: 2)

984 - 2778 - وقال: " ما من عبد يسترعيه الله رعية, فلم يحطها بنصيحة إلا لم يجد رائحة الجنة "
" وقال - عليه الصلاة والسلام -: ما من عبد يسترعيه الله رعية فلم يحطها بنصيحة إلا لم يجد رائحة [الجنة] ".
" يسترعيه الله " أي: يجعله راعيا, بأن ينصبه للقيام بمصالحهم, ويعطيه زمام أمورهم, والراعي: الحافظ المؤتمن على ما يليه, من الرعاية وهي الحفظ.
" فلم يحطها " أي: يحفظها, يقال: حاطه يحوطه حوطا وحيطة وحياطة: إذا كلأه ورعاه, والمراد بالنصيحة إرادة الخير والصلاح, ومنه سمي الخياط ناصحا, لأنه يصلح.
...
895 - 2779 - وقال: " إن شر الرعاء الحطمة "
عن عائشة أنه عليه الصلاة والسلام قال: " إن شر الرعاء الحطمة "
(رعاء) بالكسر: جمع راع, كتجار في جمع تاجر, والمراد بـ (الحطمة): الفظ القاسي, الذي يظلم الرعية ولا يرحمهم, من الحطم: وهو الكسر, وقيل: الأكول الحريص, الذي يأكل ما يرى ويقضمه, فإن من هذا دأبه يكون دنيء النفس, ظالما بالطبع, شديد الطمع فيما في أيدي الناس.
***

الصفحة 550