كتاب تحفة الأبرار شرح مصابيح السنة (اسم الجزء: 2)

896 - 2781 - وقال: " إن المقسطين عند الله على منابر من نور يمين الرحمن, وكلتا يديه يمين, الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا "
" وعن عائشة عنه قال عليه الصلاة والسلام: إن المقسطين عند الله على منابر من نور عن يمين الرحمن, وكلتا يديه يمين, الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا "
(المقسط): العادل, وبإزائه: القاسط, وكلاهما مأخوذان من القسط, الذي هو النصب, فكأن القسوط أخذ قسط الغير, والإقساط إزالة القسوط وسلبه, شبههم في دنوهم من الحق ومكانتهم عند الله بمن يجلس على الكراسي والسرر عن يمين السلطان, فإنه يكون أعظم الناس قدرا, وأرفعهم لديه منزلة.
" وكاتا يديه ": دفع لتوهم من يتوهم أن له يمينا من جنس أيماننا التي تقابلها يسار, أو أن من سبق إلى التقرب إليه حتى فاز بالوصول إلى مرتبة من مراتب الزلفى من الله عاق غيره عن أن يفوز بمثله, كالسابق إلى محل من مجلس السلطان, بل جهاته وجوانبه التي يتقرب إليها العباد سواء.
وقوله: " الذين يعدلون ... " إلى آخره, بيان للمقسطين, وكشف لأحوالهم, والراجع إلى الموصول في " ما ولوا " محذوف, أي: ما ولوه, يريد به ما في ولايتهم وتحت أمرهم.
***

الصفحة 551