كتاب تحفة الأبرار شرح مصابيح السنة (اسم الجزء: 2)

(المعاش): التعيش, يقال: عاش الرجل معاشا ومعيشا, وما يعاش به فيقال له: معاش ومعيش, كـ (معاب ومعيب) , و (ممال ومميل) , وفي الحديث يصح تفسيره بهما.
و" رجل " رفع بالابتداء على حذف المضاف وإقامة المضاف إليه مقامه, أي: معاش رجل هذا شأنه من خير معاش الناس لهم.
" يطير على متنه " أي: يسرع راكبا على ظهره, مستعار من طيران الطائر.
و" الهيعة ": الصيحو التي يفزع منها ويجبن, من: (هاع يهيع هيعا): إذا جبن, و (الفزعة) هاهنا فسر بالاستعاثة, من: (فزع): إذا استغاث وأصل الفزع: شدة الخوف.
" فينبغي القتل أو الموت مظانه " أي: لا يبالي ولا يتحرز منه, بل يطلبه حيث يظن أنه يكون, و (مظان) جمع: مظنة, وهي الموضع الذي يعهد فيه الشيء ويظن أنه فيه. ووحد الضمير في (مظانه) إما لأن الحاصل والمقصود منهما واحد, أو لأنه اكتفى بإعادة الضمير إلى الأقرب, كما اكتفى به في قوله تعالى: {والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها} [التوبة: 34] ,
" أو رجل في غنيمة " أي: معاشه, والظرف متعلق به إن جعل مصدرا, أو بمحذوف هو صفة لـ (رجل) , و (غنيمة) تصغير: غنم وهو مؤنث سماعي, ولذلك صغرت بالتاء.

الصفحة 581