كتاب تحفة الأبرار شرح مصابيح السنة (اسم الجزء: 2)

" وعن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم عبدا مأمورا, ما اختصنا بشيء دون الناس إلا بثلاث: أمرنا أن نسبغ الوضوء, وأن لا نأكل الصدقة, وأن ل ننزي حمارا على فرس "
" عبدا مأمورا " أي: مطواعا غير مستبد في الحكم ولا حاكم بمقتضى ميله وتشهيه, حتى يخص من شاء بما شاء من الأحكام.
" ما اختصنا " يريد به نفسه وسائر أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم.
" دون الناس بشيء " أي: اختصنا بحكم لم يحكم به على سائر أمته ولم يأمرنا بشيء لم يأمرهم به.
" إلا بثلاث " خصال, والظاهر أن قوله: (أمرنا ...) إلى آخره تفصيل لها, وعلى هذا ينبغي أن يكون الأمر أمر إيجاب, وإلا لم يكن فيه اختصاص, فإن إسباغ الوضوء مندوبة على غيرهم, وإنزاء الحمار على الفرس مكروه مطلقا.
...
960 - 2936 - عن علي رضي الله عنه قال: أهديت لرسول الله صلى الله عليه وسلم بغلة فركبها, فقال علي: لو حملنا الحمير على الخيل لكانت لنا مثل هذه, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنما يفعل ذلك الذين لا يعلمون "
لقوله - عليه الصلاة والسلام - في حديث علي رضي الله عنه: " إنما يفعل

الصفحة 608