كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 2)
مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ (110)}.
[110] ولما قال اليهودُ للمسلمين: نحن أفضلُ منكم، ودينُنا خيرٌ مما تدعوننا إليه، أنزل الله: {كُنْتُمْ} (¬1) أي: أنتم.
{خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ} أُظْهِرَتْ (¬2).
{لِلنَّاسِ} أي: ما أخرجَ الله للناس أمةً خيرًا من أمة محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -.
{تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ} الإيمان.
{خَيْرًا لَهُمْ} من كفرِهم.
{مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ} كعبدِ اللهِ بنِ سلامٍ.
{وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ} أي: الكافرون.
{لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ (111)}.
[111] روي أن رؤوس اليهود عمدوا إلى مَنْ آمن منهم عبدِ اللهِ بنِ سلامٍ وأصحابِهِ، فآذَوْهُم، فأنزلَ الله تعالى: {لَنْ يَضُرُّوكُمْ} (¬3) أيها المؤمنون هؤلاءِ اليهودُ.
¬__________
(¬1) انظر: "أسباب النزول" للواحدي (ص: 64)، و"تفسير البغوي" (1/ 402)، و"الدر المنثور" للسيوطي (2/ 293).
(¬2) في "ن": "ظهرت".
(¬3) انظر: "أسباب النزول" للواحدي (ص: 64)، و"تفسير البغوي" (1/ 405).
الصفحة 10