كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 2)

{وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا} لا يصبرُ عن الشهوات، ولا يتحمَّلُ مَشاقَّ الطاعات.
{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا (29)}.

[29] {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ} أي: الحرامِ؛ كالقمارِ والسرقةِ ونحوِهما.
{إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ} استثناءٌ منقطعٌ، ولكنْ تكونُ تجارةً عن تراضٍ منكم غير منهي عنه. قرأ عاصمٌ وحمزةُ والكسائيُّ وخلفٌ: (تِجَارَةً) بالنصب على خبر كان؛ أي: إلا أن تكونَ الأموالُ تجارةً، وقرأ الباقون: بالرفع؛ أي: إلا أن تقعَ تجارة عن تراضٍ منكم؛ أي: بطيبةِ (¬1) نفسِ كلِّ واحدٍ منكم (¬2)، ورُوي عن قنبلٍ، ويعقوبَ: الوقفُ بالياء على (تَرَاضِي)، والتراضي عندَ الشافعيِّ وأحمدَ: الافتراقُ عن مجلسِ البيعِ بتمامِه، فلكلِّ واحدٍ منهما الخيارُ ما داما في المجلس، وعند أبي حنيفةَ ومالكٍ: هو رضا المتبايعين بما تعاقدا عليه، فإذا وجبَ البيعُ
¬__________
(¬1) في "ن": "بطيب".
(¬2) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: 213)، و"التيسير" للداني (ص: 95)، و"تفسير البغوي" (1/ 511)، و"النشر في القراءات العشر" لابن الجزري (2/ 249)، و "معجم القراءات القرآنية" (2/ 126).

الصفحة 117