كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 2)
[31] {إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ} الكبيرةُ: كلُّ ذنبٍ رَتَّبَ الشارعُ عليه حَدًّا، أو صَرَّحَ بالوعيد فيه، وعن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - أنها سبعٌ: "الإِشْرَاكُ بِاللهِ، وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ، وَقَذْفُ الْمُحْصَنَة، وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ، والرِّبَا، وَالْفِرَارُ مِنَ الزَّحْفِ، وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ" (¬1)، وعن ابن عباس -رضي الله عنهما-: "الكبائرُ إلى سبعِ مئةٍ أقربُ منها إلى سبعٍ" (¬2).
{نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ} نغفرْ لكم صغائركم.
{وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا} هو الجنةُ. قرأ نافعٌ، وأبو جعفرٍ: (مَدْخَلًا) بفتح الميم، وهو موضعُ الدخول، وقرأ الباقون: بالضم، بمعنى: الإدخال (¬3).
{وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا (32)}.
[32] ونزل نهيًا عن التحاسُد: {وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى
¬__________
(¬1) رواه البخاري (6465)، كتاب: المحاربين من أهل الكفر، باب: رمي المحصنات، ومسلم (89)، كتاب: الإيمان، باب: بيان الكبائر وأكبرها، عن أبي هريرة -رضي الله عنه-.
(¬2) رواه الطبري في "تفسيره" (5/ 41)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (3/ 934).
(¬3) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: 232)، و"التيسير" للداني (ص: 95)، و"تفسير البغوي" (1/ 516)، و"النشر في القراءات العشر" لابن الجزري (2/ 249)، و"معجم القراءات القرآنية" (2/ 128)، وذُكر في "المعجم" أنَّ قراءة "قدْ خلا" قرأ بها -أيضًا- أبو بكر وعاصم.
الصفحة 119