كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 2)

{فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ} مطيعاتٌ لأزواجهنَّ.
{حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ} أي: لفروجهنَّ وأموالِ أزواجهنَّ في غَيْبَتِهم.
{بِمَا حَفِظَ اللَّهُ} أي: بحفظِه. قرأ أبو جعفرٍ (بِمَا حَفِظَ الله} بالنصب؛ أي: بحفظهنَّ اللهَ في الطاعة، وقراءةُ العامة بالرفعِ (¬1).
{وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ} عِصيانهنَّ، وأصلُ النشوزِ: التكبُّرُ والارتفاعُ.
{فَعِظُوهُنَّ} بالتخويفِ من الله.
{وَاهْجُرُوهُنَّ} اجتنبوهنَّ.
{فِي الْمَضَاجِعِ} المراقدِ، والمرادُ: المجامعة.
{وَاضْرِبُوهُنَّ} إن لم يرجعْنَ ضربًا غيرَ مُبَرِّحٍ، أي: شديد.
{فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا} لا تطلبوا عليهنَّ طريقًا بالتوبيخِ والإيذاءِ.
{إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا} فاحذَروه؛ فإنه أقدرُ عليكم منكم على مَنْ تحتَ أيديكم.
{وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا (35)}.

[35] {وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا} خلافًا بينَ المرأةِ وزوجِها.
¬__________
(¬1) انظر: "المحتسب" لابن جني (1/ 188)، و"تفسير البغوي" (1/ 519)، و"النشر في القراءات العشر" لابن الجزري (2/ 249)، و"إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي (ص: 189)، و"معجم القراءات القرآنية" (2/ 130).

الصفحة 123