كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 2)

الكسائيِّ (يُسَارِعُونَ) و (سَارِعُوا) و (نُسَارِعُ) بالإمالة حيثُما وقعَ (¬1).
{وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ} أي: من صَلُحَتْ أحوالُهم عندَ الله.
{وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ (115)}.

[115] {وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ} قرأ حمزةُ، والكسائيُّ، وحفصٌ، وخلفٌ: (يَفْعَلُوا) (يُكْفَرُوهُ) بالغيب فيهما إخبارًا عن الأمةِ القائمةِ، والباقون: بالخطاب، لقولِه: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ} [آل عمران: 110]، وأبو عمرو يَرَى القراءتين (¬2)، ومعنى الآية: فلن تَعْدَموا ثوابَهُ، بل يُشْكَرُ لكم.
{وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ} أي: المؤمنين.
{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (116)}.

[116] {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ مِنَ اللَّهِ} أي: لا تدفعُ أموالُهم بالفدية ولا أولادُهم بالنُّصْرَةِ.
¬__________
(¬1) انظر: "الغيث" للصفاقسي (ص: 182)، و"إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي (ص: 187)، و"معجم القراءات القرآنية" (2/ 59).
(¬2) انظر: "الحجة" لأبي زرعة (ص: 170)، و"السبعة" لابن مجاهد (ص: 215)، و"الحجة" لابن خالويه (ص: 113)، و"الكشف" لمكي (1/ 354)، و"الغيث" للصفاقسي (ص: 182)، و"تفسير البغوي" (1/ 407)، و"التيسير" للداني (ص: 90)، و"إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي (ص: 178)، و"معجم القراءات القرآنية" (2/ 59).

الصفحة 13