كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 2)

ثم تهدَّد المشركينَ فقالَ: {وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا} قال - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ مَاتَ لاَ يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَمَنْ مَاتَ يُشْرِكُ بِاللهِ شَيئًا، دَخَلَ النَّارَ" (¬1).
{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا (49)}.

[49] ونزلَ فيمن زَكَّى نَفْسَه: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ} فأنكرَ ذلكَ عليهم بصيغةِ الإضرابِ فقالَ:
{بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي} أي: يطهِّرُ.
{مَنْ يَشَاءُ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا} هو ما في شِقِّ النَّواةِ طُولًا.
{انْظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَكَفَى بِهِ إِثْمًا مُبِينًا}.

[50] {انْظُرْ} يا محمدُ.
{كَيْفَ يَفْتَرُونَ} يختلقون.
{عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ} بتغييرهم كتابَهُ.
{وَكَفَى بِهِ} أي: بالكذب.
{إِثْمًا مُبِينًا} لا يخفى كونُه مأثمًا. قرأ نافعٌ، وأبو جعفرٍ، وابنُ كثيرٍ،
¬__________
(¬1) رواه مسلم (93)، كتاب: الإيمان، باب: من مات لا يشرك بالله شيئًا دخل الجنة، ومن مات مشركًا دخل النار، عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه-.

الصفحة 139