كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 2)

{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا (61)}.

[61] {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ} للتحاكُم.
{رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا} أي: يُعرضون عنك إعراضًا. قرأ الكسائيُّ، وهشامٌ، ورُويس: (قِيلَ) بإشمِام القافِ الضمَّ (¬1).
{فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا (62)}.

[62] {فَكَيْفَ} يكونُ حالُهم.
{إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ} من قتلِ عمرَ للمنافق.
{بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ} من التحاكُم إلى غيرِك، واتهامِكَ في الحكم.
{ثُمَّ جَاءُوكَ} أي: يجيئونك يطلبونَ ديةَ المقتول، ثم:
{يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا} بالمحاكمة إلى عمرَ.
{إِلَّا إِحْسَانًا} في القولِ.
{وَتَوْفِيقًا} بين الخصمين، ولم نردْ مخالفتَكَ.
¬__________
= للواحدي (ص: 89)، و"العجاب" لابن حجر (2/ 903 - 904)، و"الدر المنثور" للسيوطي (2/ 585 - 586).
(¬1) انظر: "إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي (ص: 192)، و"معجم القراءات القرآنية" (2/ 142).

الصفحة 147