كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 2)

{وَإِذًا لَآتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا (67)}.

[67] {وَإِذًا} جوابُ سؤالٍ مقدَّرٍ تقديرُه: ماذا يكونُ لهم بعدَ التثبيت؟ فقال: وإذًا لو ثبتوا.
{لَآتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا} ثواب وافرًا؛ لأن (إذًا) جوابٌ وجزاء.
{وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا (68)}.

[68] {وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا} وَفَّقْناهم لازديادِ الخيراتِ.
{وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا (69)}.

[69] ونزلَ في ثوبانَ مولى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، وكانَ شديدَ الحبِّ له حينَ قالَ للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم -: "إِنِّي أخشى أَلَّا أراكَ يومَ القيامةِ لِعُلُوِّ منزلتِكَ" (¬1):
{وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ} في أداءِ الفرائضِ {وَالرَّسُولَ} في السُّنَنِ.
{فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ} أي: لا تفوتُهم رؤيةُ الأنبياءِ ومجالستُهم.
{وَالصِّدِّيقِينَ} هم أفاضلُ الصحابةِ المبالِغينَ في الصِّدقِ.
¬__________
(¬1) انظر: "أسباب النزول" للواحدي (ص: 91)، و"تفسير البغوي" (1/ 559)، و"تاريخ دمشق" لابن عساكر (11/ 174).

الصفحة 151