كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 2)

{وَلَئِنْ أَصَابَكُمْ فَضْلٌ مِنَ اللَّهِ لَيَقُولَنَّ كَأَنْ لَمْ تَكُنْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ يَالَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا (73)}.

[73] {وَلَئِنْ أَصَابَكُمْ فَضْلٌ مِنَ اللَّهِ} سلامةٌ وغنيمةٌ.
{لَيَقُولَنَّ} هذا المنافقُ، وفيه تقديمٌ وتأخيرٌ.
{كَأَنْ لَمْ تَكُنْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ} متصلٌ بقوله: {فَإِنْ أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ} تقديره: فإن أصابتكم مصيبةٌ، قال: قد أنعمَ الله عليَّ إذ لم أكنْ معهم شهيدًا؛ كأن لم تكنْ بينَكم وبينَهم مودة؛ أي: معرفة. قرأ ابنُ كثيرٍ، وحفصٌ، ورويسٌ: (تَكُنْ) بالتاءِ، والباقون: بالتاء (¬1)، ولئن أصابكم فضلٌ من الله ليقولن:
{يَالَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ} في تلكَ الغَزاةِ.
{فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا} آخذَ نصيبًا وافرًا من الغنيمةِ (فأفوزَ) نُصب على جوابِ التمنيِّ.
{فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ وَمَنْ يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (74)}.
¬__________
(¬1) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: 235)، و"التيسير" للداني (ص: 96)، و"تفسير البغوي" (1/ 561)، و"إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي (ص: 192)، و"النشر في القراءات العشر" لابن الجزري (2/ 250)، و"معجم القراءات القرآنية" (1/ 145).

الصفحة 154