كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 2)

{قُلْ} يا محمدُ: {مَتَاعُ الدُّنْيَا} أي: منفعتُها والاستمتاعُ بها.
{قَلِيلٌ} سريعُ التَّقَضِّي.
{وَالْآخِرَةُ} أي: وثوابُ الآخرةِ.
{خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى} الشركَ.
{وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا} هو ما في شقِّ النواةِ طولًا، وتقدمَ تفسيرُه. المعنى: لا يقعُ نقصٌ في شيءٍ من الحسناتِ ثَمَّ. قرأ ابنُ كثيرٍ، وأبو جعفرٍ، وحمزةُ، والكسائيُّ، وخلفٌ، وروحٌ: (يُظْلَمُوَن) بالغيب، والباقون: بالخطاب (¬1).
{أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِكَ قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَمَالِ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا (78)}.

[78] {أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ} أي: ينزلْ بكمُ الموتُ. نزلت في المنافقينَ الذين قالوا في قَتْلَى أُحد: {لَوْ كَانُوا عِنْدَنَا مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا} [آل عمران: 156]، فردَّ الله عليهم، وأخبرَ أنَّ الحذرَ لا ينُجي من القَدَرِ.
{وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ} حُصونٍ.
¬__________
(¬1) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: 235)، و"التيسير" للداني (ص: 96)، و"تفسير البغوي" (1/ 563)، و"النشر في القراءات العشر" لابن الجزري (2/ 250)، و"معجم القراءات القرآنية" (2/ 146).

الصفحة 158