كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 2)

{أُولَاءِ} المرادُ: أنتم أيها المؤمنونَ.
{تُحِبُّونَهُمْ} أي: اليهودَ الذين نهيتكُم عن مُباطَنَتِهم لما بينَكم من القرابةِ والمصاهرةِ.
{وَلَا يُحِبُّونَكُمْ} هم عداوةً لمخالفةِ الدين.
{وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ} أي: بجميع الكتب، وهم لا يؤمنون بكتابكم.
{وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا} فكان بعضُهم مع بعضٍ.
{عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ} أطرافَ الأصابع.
{مِنَ الْغَيْظِ} لما يرون من ائتلافِكم، ويعبَّرُ عن شدةِ الغيظ بعضِّ الأنامل، وإن لم يكنْ ثَمَّ عَضٌّ، والغيظُ: هو أشدُّ الغَضَب، وهو الحرارةُ التي يجدُها الإنسان من ثَورَان (¬1) دمِ قلبِه.
{قُلْ مُوتُوا} أي: ابْقَوا إلى المماتِ.
{بِغَيْظِكُمْ} ولو أرادَ الحالَ، لماتوا من ساعَتِهم.
{إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} بما في القلوبِ، فيجازيهم عليه.
{إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ (120)}.

[120] {إِنْ تَمْسَسْكُمْ} أي: تصبْكم أيُّها المؤمنون.
¬__________
(¬1) في "ت": "يكن" بدل قوله "ثوران".

الصفحة 16