كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 2)

{إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ} أي: القيامِ من القبورِ إلى الحسابِ.
{لَا رَيْبَ فِيهِ} لا شكَّ في ذلك اليوم (¬1).
{وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا} أي: لا حديثَ أصدقُ من حديثِ الله؛ لأنه سبحانه منزَّهٌ عن الكذب. قرأ حمزةُ، والكسائيُّ، وخلفٌ، ورويسٌ بخلاف عنه: (أَصْدَقُ) و (يَصْدِفونَ) و (تَصْدِيَةً) و (تَصْدِيق) و (فَاصْدَعْ) بإشمام الصاد الزاي حيثُ وقعَ، والباقون بالصادِ الخالصةِ (¬2).
{فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا أَتُرِيدُونَ أَنْ تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا (88)}.

[88] ونزل فيمن أسلمَ، ثم ندمَ، ثم ارتدَّ:
{فَمَا لَكُمْ} يا معشر المؤمنين.
{فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ} أي: اختلفْتُم فافترقْتُم فرقتينِ، ولم تقطعوا جميعًا بكفرِهم.
{وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ} نَكَّسَهُمْ وردَّهم إلى الكفرِ، وأصلُ الركْسِ: ردُّ الشيءِ مقلوبًا.
{بِمَا كَسَبُوا} بسببِ كسبِهم، وهو ارتدادُهم عن الإسلام.
{أَتُرِيدُونَ أَنْ تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ} أتطلبون هدايةَ مَنْ أضلَّ اللهُ.
{وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ} عن الهدى.
¬__________
(¬1) "اليوم" ساقطة من "ن".
(¬2) انظر: "التيسير" للداني (ص: 97)، و"تفسير البغوي" (1/ 570)، و"النشر في القراءات العشر"، لابن الجزري (2/ 250 - 251)، و"إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي (ص: 139)، و"معجم القراءات القرآنية" (2/ 150).

الصفحة 167