كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 2)

[94] ونزل في أسامةَ بنِ زيدٍ لما وُجِّهَ في سريَّةٍ، فسمعَ رجلًا يقولُ: لا إلهَ إلا اللهُ محمدٌ رسولُ اللهِ، السلامُ عليكم، فقتلَهُ واستاقَ غنمَهُ، ورجعَ إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ} (¬1) سافرتُم للجهادِ.
{فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا} تأمَّلُوا. قرأ حمزةُ، والكسائيُّ، وخلفٌ: (فَتَثَبَّتُوا) في الحرفين؛ من الثباتِ والتأَنِّي، وقرأ الباقون: [بالياء والنون من التبيُّن، وهو التأمُّلُ (¬2).
{وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ} وهو تحية الإسلام. قرأ نافعٌ، وأبو جعفرٍ، وابنُ عامرٍ، وحمزةُ، وخلفٌ: (السَّلَمَ) بغير ألفٍ، وهو المفاداةُ، وهو قولُ لا إلهَ إلا اللهُ محمدٌ رسولُ الله. وقرأ الباقونَ] (¬3) بالأول (¬4)؛ أي: إذا رأيتم أَمارةً ظاهرةً على إسلامِ شخصٍ، فلا تقتلوه، ولا تقولوا:
{لَسْتَ مُؤْمِنًا} إنما تفعلُ هذا تقيَّةَّ لحفظِ مالك ونفسِكَ. قرأ أبو جعفر بخلافٍ عنه (مُوْمِنًا) بإسكانِ الواو بغير همز (¬5).
¬__________
(¬1) انظر: "صحيح البخاري" (4315)، و"صحيح مسلم" (3025)، و"أسباب النزول" للواحدي (ص: 95).
(¬2) انظر: "التيسير" للداني (ص: 97)، و"الكشف" لمكي (1/ 394 - 395)، و"تفسير البغوي" (1/ 581)، و"إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي (ص: 193)، و"معجم القراءات القرآنية" (2/ 154).
(¬3) من قوله: "بالياء والنون" إلى قوله: "وقرأ الباقون" ساقط من "ت".
(¬4) المصادر السابقة.
(¬5) انظر: "الكشاف" للزمخشري (1/ 291)، و"إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي (ص: 193)، و"معجم القراءات القرآنية" (2/ 155).

الصفحة 177