كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 2)

{فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ} لتركِهم الواجبَ.
{وَسَاءَتْ مَصِيرًا} أي: بئسَ المصيرُ إلى جهنمَ.
{إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا (98)}.

[98] ثم استثنى أهلَ العذرِ منهم فقال: {إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً} أي: هم عاجزونَ (¬1) عن الهجرةِ؛ لضعفِهم وفقرِهم {وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا} أي: لا يعرفون طريقًا إلى الخروج.
{فَأُولَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا (99)}.

[99] {فَأُولَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ} و (عسى) من اللهِ واجب؛ لأنه للإطماع.
{وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا}.
قال ابنُ عباس رضي الله عنهما: كنتُ أنا وأُمي ممَّنْ عذرَ الله (¬2)؛ يعني: من المستضعفينَ، وكانَ رسولُ اللهِ يدعو لهؤلاءِ المستضعفينَ في الصلاة.
¬__________
(¬1) في "ن": "حاجزين".
(¬2) رواه البخاري (4311)، كتاب: التفسير، باب: {وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ...}.

الصفحة 182