كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 2)

{وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ} لعلمِه لا يخفى عليه سرُّهم.
{إِذْ يُبَيِّتُونَ} يُدَبِّرون ليلًا.
{مَا لَا يَرْضَى} اللهُ.
{مِنَ الْقَوْلِ} وهو حَلْفُ طعمةَ أنه ما سرقَ شيئًا، وذلك أنَّ قومَ طعمةَ قالوا فيما بينَهم: نرفعُ الأمرَ إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فإنه يسمعُ (¬1) قولَه ويمينه؛ لأنه مسلمٌ، ولا يسمعُ من اليهوديِّ؛ لأنه كافرٌ، فلم يرضَ الله تعالى منه.
{وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا} لا يفوتُ عنه شيء.
{هَاأَنْتُمْ هَؤُلَاءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَنْ يُجَادِلُ اللَّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمْ مَنْ يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا (109)}.

[109] {هَاأَنْتُمْ} يا قومَ طعمةَ مبتدأ، خبرُه:
{هَؤُلَاءِ} وتقدم في سورة آل عمران اختلافُ القراء (¬2) في قولِه تعالى: {هَاأَنْتُمْ هَؤُلَاءِ}.
{جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} خاصمتُم عن الخائنين.
{فَمَنْ يُجَادِلُ اللَّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ} إذا عُذِّبوا.
{يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمْ مَنْ يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا} محاميًا عنهم.
¬__________
(¬1) في "ن": "يستمع".
(¬2) "القراء" ساقطة من "ن".

الصفحة 192