كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 2)

{وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ} المذكورَ.
{ابْتِغَاءَ} أي: طلبَ.
{مَرْضَاتِ اللَّهِ} أي: رضاه. قرأ الكسائيُّ (مَرْضَاتِ) بالإمالة، ووقف عليها بالهاء حيثُ وقعَ (¬1).
{فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا}. قرأ أبو عمرٍو، وحمزةُ (يُؤْتيهِ) بالياء؛ يعني: يؤتيهِ اللهُ، وقرأ الباقونَ: (نُؤْتيهِ) بالنون (¬2).
{وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا (115)}.

[115] {وَمَنْ يُشَاقِقِ} أي: يخالفِ (¬3).
{الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى} من بعد وضوحِ الدليلِ.
{وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ} أي: طريقِ.
{الْمُؤْمِنِينَ} وهو الإسلامُ.
{نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى} نَكِلُهُ إلى ما اختارَ من الكفرِ في الدنيا. قرأ أبو عمرٍو، وأبو بكرٍ، وحمزةُ: (نُوَلِّهْ) و (نُصْلِهْ) بسكون الهاء، واختلِفَ عن
¬__________
(¬1) انظر: "الغيث" للصفاقسي (ص: 195)، و"إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي (ص: 194)، و"معجم القراءات القرآنية" (2/ 161).
(¬2) انظر: "التيسير" للداني (ص: 97)، و"الكشف" لمكي (1/ 397)، و"تفسير البغوي" (1/ 598)، و"النشر في القراءات العشر" لابن الجزري (2/ 2551)، و"معجم القراءات القرآنية" (2/ 161).
(¬3) "أي: يخالف" ساقطة من "ن".

الصفحة 196