كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 2)

وإني لنادمٌ تائبٌ مستغفرٌ، فما حالي، فأنزلَ الله الآيةَ" (¬1).
{إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِنَاثًا وَإِنْ يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَانًا مَرِيدًا (117)}.

[117] ونزلَ في أهلِ مكَّةَ.
{إِنْ يَدْعُونَ} أي: ما يعبدون.
{مِنْ دُونِهِ} أي: من دون الله.
{إِلَّا إِنَاثًا} يعني: الأوثانَ، وكانوا يسمُّونها باسمِ الإناثِ، كمناةَ واللاتِ والعُزَّى.
{وَإِنْ يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَانًا مَرِيدًا} خارجًا عن الطاعةِ، وهو إبليسُ.
{لَعَنَهُ اللَّهُ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا (118)}.

[118] {لَعَنَهُ اللَّهُ} أبعدَه اللهُ من رحمتِه.
{وَقَالَ} إبليسُ.
{لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا} أي: حظًّا معلومًا؛ أي: طائفةً أنهم يطيعوني.
¬__________
(¬1) انظر: "تفسير البغوي" (1/ 599)، و"تخريج أحاديث الكشاف" للزيلعي (1/ 360).

الصفحة 198