كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 2)

{وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ} أي: قليلٌ، وليس المرادُ الذلَّ والهوانَ؛ لأنهم كانوا ثلاثَ مئةٍ وثلاثةَ عشرَ رجلًا، وكان عدوُّهم ما بينَ التسعِ مئةٍ إلى الألف، فنصرهم الله مع قلَّةِ عددِهم.
{فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} أمرَهم بالتقوى، ورجَّاهُم في الإنعامِ الذي يوجبُ الشكرَ.
{إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلَاثَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُنْزَلِينَ (124)}.

[124] {إِذْ تَقُولُ} أي: اذكرْ إذ تقولُ.
{لِلْمُؤْمِنِينَ} ببدرٍ.
{أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ} الإمدادُ: إعانةُ الجيشِ بالجيشِ.
{بِثَلَاثَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُنْزَلِينَ} قرأ ابنُ عامرٍ: (مُنَزَّلينَ) بالتشديدِ على التكثيرِ؛ لقوله: {وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةَ} [الأنعام: 111]، وقرأ الباقون: بالتخفيف؛ لقوله: {وَأَنْزَلَ جُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا} (¬1) [التوبة: 26]
¬__________
(¬1) انظر: "الحجة" لأبي زرعة (ص: 172)، و"السبعة" لابن مجاهد (ص: 215)، و"الحجة" لابن خالويه (ص: 117)، و"الكشف" لمكي (1/ 355)، و"الغيث" للصفاقسي (ص: 182)، و"تفسير البغوي" (1/ 414)، و"التيسير" للداني (ص: 90)، و"النشر في القراءات العشر" لابن الجزري (2/ 242)، و"إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي (ص: 179)، و"معجم القراءات القرآنية" (2/ 63).

الصفحة 20