كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 2)

وأبو عمرٍو، وهشامٌ، وحمزةُ، والكسائيُّ، وخَلَفٌ يُدْغِمون الذالَ في التاء مِنْ (إِذ تقولُ)، والباقونَ يُظهرونَها (¬1).
قال ابنُ عباسٍ: "لَمْ يُقاتلِ (¬2) الملائكةُ في المعركةِ إلَّا يومَ بدرٍ، وفيما سواهُ يَشْهدونَ القتالَ ولا يُقاتلون، إنما يكونونَ عددًا ومَدَدًا" (¬3) وبُشِّروا بالملائكةِ قبلَ نزولِهم تَسْكينًا لجأشِهم (¬4)، ثم قال:
{بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ (125)}.

[125] {بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا} للمشركين.
{وَتَتَّقُوا} مخالفةَ نَبِيِّكُم.
{وَيَأْتُوكُمْ} المشركونَ.
{مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا} أي: من ساعَتِهم هذهِ.
{يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ} لم يزدْ خمسةَ آلافٍ غيرَ الثلاثةِ المذكورةِ، بل مَعَها. قرأ ابنُ كثيرٍ، وأبو عمرٍو، وعاصمٌ، ويعقوبُ: بكسر الواو؛ أي: مُعَلِّمينَ، من العلامةِ؛ أي: سَوَّموا خيلَهم،
¬__________
(¬1) انظر: "الغيث" للصفاقسي (ص: 182)، و"معجم القراءات القرآنية" (2/ 61).
(¬2) في "ن": "تقاتل".
(¬3) رواه الطبراني في "المعجم الكبير" (12085)، وابن جرير الطبري في "تفسيره" (4/ 77).
(¬4) في "ن": "لحالهم".

الصفحة 21