كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 2)
وقرأ الباقون: بفتح الواو (¬1)؛ أي: سَوَّمُوا أنفسَهُمْ، قال - صلى الله عليه وسلم - لأصحابِه يومَ بدر: "تسَوَّمُوا (¬2)؛ فَإِنَّ المَلاَئِكَةَ قَدْ تسَوَّمَتْ بِالصُّوفِ (¬3) الأَبْيَضِ فِي قَلاَنِسِهِمْ ومَغَافِرِهِمْ"، ونزلتِ الملائكةُ على خيلٍ بُلْقٍ، عليهِمْ عَمائِمُ بِيضٌ قد أرسلوها بينَ أكتافِهم، إلَّا جِبريلَ؛ فإنه كانَ بِعِمامةٍ صفراءَ على مثالِ عِمامةِ الزُّبَيْرِ بنِ العَوَّامِ (¬4).
{وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (126)}.
[126] {وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ} أي: الوعدَ والمددَ.
{إِلَّا بُشْرَى} أي: بشارةً.
{لَكُمْ} لتستبشِروا بها.
{وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ} لتسكُنَ بالمدَدِ، فلا تجزعَ من كثرةِ عدوِّكُم وقلَّةِ عددِكم.
¬__________
(¬1) انظر: "الحجة" لأبي زرعة (ص: 173)، و"السبعة" لابن مجاهد (ص: 216)، و"الحجة" لابن خالويه (ص: 113)، و"الكشف" لمكي (1/ 355 - 356)، و"الغيث" للصفاقسي (ص: 182)، و"تفسير البغوي" (1/ 414)، و"التيسير" للداني (ص: 90)، و"النشر في القراءات العشر" لابن الجزري (242)، و"إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي (ص: 179)، و"معجم القراءات القرآنية" (2/ 64).
(¬2) في "ت": "تقوموا".
(¬3) في "ت": "بالصفوف".
(¬4) انظر: "مصنف ابن أبي شيبة" (7/ 354)، و"تفسير الطبري" (4/ 82 - 83).
الصفحة 22