كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 2)
{أَوْ يُعَذِّبَهُمْ} إن لم يُسْلِموا معطوفان على: {لِيَقْطَعَ} أي: ليقطعَ أو يكبتَ أو يتوبَ أو يعذِّبَ.
{فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ} فيكونُ: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ} اعتراضًا بين المعطوفِ والمعطوفِ عليه. المعنى: ليسَ بيدِكَ من التوبةِ والعقوبةِ شيءٌ، إنْ عليكَ إلا البلاغُ، وإنَّما ذلكَ بيدِ الله.
{وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (129)}.
[129] {وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} بعباده (¬1)، فلا تبادروا إلى الدعاءِ عليهم.
{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (130)}.
[130] {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً} إشارةٌ إلى تكرارِ التضعيفِ عامًا بعدَ عام. قرأ ابنُ كثيرٍ، وابنُ عامرٍ، وأبو جعفرٍ، ويعقوبُ: (مُضَعَّفَةً) بالتشديد مع حذفِ الألفِ في جميع القرآن، وقرأ الباقون: بالإثبات والتخفيف (¬2)، والمراد به (¬3): ما كانوا يفعلونَه عندَ حُلولِ
¬__________
(¬1) في "ظ": "لعباده".
(¬2) انظر: "تفسير القرطبي" (4/ 202)، و"الغيث" للصفاقسي (ص: 182)، و"إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي (ص: 179)، و"معجم القراءات القرآنية" (2/ 65).
(¬3) "به" ساقطة من "ن".
الصفحة 24