كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 2)

[فقال: مَنْ يطعِ اللهَ ورسولَه فقدْ رشدَ، ومَنْ يعصِهما فقد غَوى، فقال له النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -:] (¬1) "بِئْسَ خَطِيبُ الْقَوْمِ أَنْتَ، قُمْ، أَوْ قالَ: اذْهَبْ" (¬2) كره منهُ الجمعَ بين الاسمين بحرفِ الكناية؛ لما فيه من التسويةِ، فالواوُ العاطفة لمطلَقِ الجمعِ بالاتفاق، والفاءُ العاطفةُ للترتيب والتعقيب، وثمَّ للتشريكِ وللترتيبِ بمُهْلَةٍ بالاتفاق.
{وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133)}.

[133] {وَسَارِعُوا} قرأ نافعٌ، وأبو جعفرٍ، وابنُ عامرٍ: (سَارِعُوا) بلا واوٍ (¬3)، أي: بادروا.
{إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ} أي: إلى الأعمال التي تُوجِبُ المغفرةَ.
{وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا} أي: سَعَتُها.
{السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ} وخُصَّ العرضُ بالذِّكر؛ لأنه يكونُ غالبًا أقلَّ من الطول. المعنى: بادِروا إلى ما يوُجبُ لكمُ المغفرةَ ودخولَ جَنَّةٍ في غايةِ السَّعَةِ.
{أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} بُقِّيَتْ لهم.
¬__________
(¬1) ما بين معكوفتين سقط من "ت".
(¬2) رواه مسلم (870)، كتاب: الجمعة، باب: تخفيف الصلاة والخطبة، عن عدي بن حاتم -رضي الله عنه-.
(¬3) انظر: "الحجة" لأبي زرعة (ص: 174)، و"السبعة" لابن مجاهد (ص: 216)، و"الكشف" لمكي (1/ 356)، و"الغيث" للصفاقسي (ص: 182)، و"تفسير البغوي" (1/ 417)، و"التيسير" للداني (ص: 179)، و"معجم القراءات القرآنية" (2/ 66).

الصفحة 26