كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 2)

{أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ} بما دونَ الزِّنا؛ كالقُبلةِ واللَّمسِ والنَّظَرِ.
{ذَكَرُوا اللَّهَ} أي: ذكروا وَعيدَه.
{فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ} أي: وما يغفرُ الذنوبَ.
{إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا} أي: يُقيموا.
{عَلَى مَا فَعَلُوا} ولكن تابوا وأَنابوا.
{وَهُمْ يَعْلَمُونَ} أَنَّها معصيةٌ، وأنَّ اللهَ يغفرُ الذنوب (¬1).
{أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (136)}.

[136] {أُولَئِكَ} مبتدأ، خبرُه (¬2):
{جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ} أي: ونعمَ ثوابُ المطيعينَ ما أُعِدَّ لهم.
قال - صلى الله عليه وسلم -: "مَا مِنْ عَبْدٍ مُؤْمِنٍ يُذْنِبُ ذَنْبًا، فَيُحْسِنُ الطّهُورَ، ثُمَّ يَقُومُ فَيُصَلِّي، ثُمَّ يَسْتَغْفِرُ اللهَ، إِلَّا غُفِرَ لَهُ" (¬3)، قال ثابتٌ البُنانِيُّ: لما نزلَتْ هذهِ الآيةُ، بَكى إبليسُ (¬4).
¬__________
(¬1) في "ظ": "الذنب".
(¬2) "خبره" ساقطة من "ن".
(¬3) رواه أبو داود (1521)، كتاب: الصلاة، باب: في الاستغفار، والترمذي (406)، كتاب الصلاة، باب: ما جاء في الصلاة عند التوبة، وقال: حسن، عن علي -رضي الله عنه-.
(¬4) انظر: "تفسير البغوي" (1/ 423).

الصفحة 28