كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 2)

{قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (137)}.

[137] {قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ} أي: مضَتْ شرائعُ وطرائقُ، وسنَّةُ الإنسانِ: الشيءُ الذي يعملُه، والخطابُ للمؤمنين. والمعنى: قد مَضَتْ وسَلَفَتْ مني فيمَنْ قبلَكُم من الأممِ الماضيةِ الكافرةِ بإمهالي واستِدْراجي إيَّاهم حَتَّى يبلُغَ الكتابُ فيهِ أَجَلي الذي أَجَّلْتُه لإهلاكي إياهم.
{فَسِيرُوا} تقديرُه: إن شَكَكْتُم، فَسيروا.
{فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ} أي: آخِرُ أَمْرِ {الْمُكَذِّبِينَ} منهم، وهذا في حربِ أهلِ أُحد، يقول: فإنما أُمهلهم فأَستدرِجُهم حتى يبلغَ أجلي الذي أَجَّلْت في نُصْرَةِ النبيِّ وأوليائِه، وإهلاكِ أعدائِه.
{هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ (138)}.

[138] {هَذَا} أي: القرآنُ.
{بَيَانٌ لِلنَّاسِ} عامَّةً.
{وَهُدًى} من الضَّلالةِ.
{وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ} خاصَّةً.
{وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (139)}.

[139] {وَلَا تَهِنُوا} لا تَضْعُفوا عن قتالِ عدوِّكم.

الصفحة 29