كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 2)

{يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ} أي يُرْجعوكم إلى أولِ أمرِكم الشركِ باللهِ.
{فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ} أي: مَغْبونين.
{بَلِ اللَّهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ (150)}.

[150] ثم قال: {بَلِ اللَّهُ مَوْلَاكُمْ} ناصرُكُم وحافظُكُم على دينِكم.
{وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ} فاستعينوا به.
{سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ (151)}.

[151] وكان المشركون قد ارتحلوا من أُحد متوجِّهينَ نحو مكةَ، ثم عزموا على الرجوع واستئصالِ المسلمينَ، فقُذِفَ الرعبُ في قلوبهم، فلم يرجعوا، فنزل: {سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ} أي: الخوف. قرأ أبو جعفرٍ، وابنُ عامرٍ، والكسائيُّ، ويعقوبُ: بضم العين، والباقون: بسكونها، وهما لغتان مثل القدس (¬1).
¬__________
(¬1) انظر: "إعراب القرآن" للنحاس (1/ 370)، و"الحجة" لأبي زرعة (ص: 176)، و"السبعة" لابن مجاهد (ص: 217)، و"الحجة" لابن خالويه (ص: 114)، و"الكشف" لمكي (1/ 360)، و"الغيث" للصفاقسي (ص: 184)، و"تفسير البغوي" (1/ 432)، و"التيسير" للداني (ص: 91)، و"النشر في القراءات العشر" لابن الجزري (2/ 216 - 242)، و"إتحاف فضلاء البشر" =

الصفحة 41